حظيت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى عدد من دول مجلس التعاون الخليج الفارسي وهي كل من دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة والسلطنة ودولة قطر؛ حظيت باهتمام خاص من قبل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لما لها من دور إيجابي وبنّاء في رسم آفاق جديدة للعلاقات بين إيران وهذه الدول من جهة، وتعزيز الأمن والاستقرار في عموم المنطقة من جهة أخرى. مشاهده شده توسط Customers on Jan 6 زيارة صاحب الجلالة لطهران شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين حظيت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى عدد من دول مجلس التعاون الخليج الفارسي وهي كل من دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة والسلطنة ودولة قطر؛ حظيت باهتمام خاص من قبل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لما لها من دور إيجابي وبنّاء في رسم آفاق جديدة للعلاقات بين إيران وهذه الدول من جهة، وتعزيز الأمن والاستقرار في عموم المنطقة من جهة أخرى. رتبه:5.0

زيارة صاحب الجلالة لطهران شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين

متحف الخليج الفارسي

الجغرافيا السياسية

اسناد خلیج فارس

نقشه های خلیج فارس

المفضلة للأسبوع

وثائق الخليج الفارسي

احصائيات


زيارات اليوم

۲۳

أمس

۶۱

الشهر الماضي

۱۶۰۴

مجموع المشاهدات

۲۲۱۲۸۴

على الانترنت

۲۶۷

زيارة صاحب الجلالة لطهران شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين

تاریخ:5/25/2016 7:32:38 PM


المدير العام لـ «دائرة الخليج الفارسي» في الخارجية الإيرانية لـ صحيفة عمان

زيارة صاحب الجلالة لطهران شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين

طهران – عمان – سجاد أميري:
حظيت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى عدد من دول مجلس التعاون الخليج الفارسي وهي كل من دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة والسلطنة ودولة قطر؛ حظيت باهتمام خاص من قبل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية لما لها من دور إيجابي وبنّاء في رسم آفاق جديدة للعلاقات بين إيران وهذه الدول من جهة، وتعزيز الأمن والاستقرار في عموم المنطقة من جهة أخرى.

وقبل مدة ليست بالبعيدة وتحديدا في الأيام الأولى لتولي الدكتور حسن روحاني منصب رئاسة الجمهورية في إيران، قام حضرة صاحب الجلالة السلطان «قابوس بن سعيد المعظم»ـ بزيارة إلى طهران التقى خلالها كبار المسؤولين الإيرانيين وبعدها بفترة وقبل نحو أسبوعين استضافت العاصمة الإيرانية وزير خارجية دولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه نسبيا حدة التوتر بين إيران والدول الغربية اثر التوصل إلى الاتفاق في جنيف بين طهران والسداسية الدولية حول الخلاف النووي، حاولت بعض وسائل الإعلام الإيحاء بأن أي تقارب بين إيران والغرب سيكون على حساب دول المنطقة رغم ترحيب معظم هذه الدول باتفاق جنيف وتأكيدها على انه يصب في صالح أمن واستقرار المنطقة.

حول هذا الموضوع تحدث من طهران سعادة الدكتور علي رضا عنايتي المدير العام لدائرة الخليج الفارسي بوزارة الخارجية الجمهورية الاسلامية الإيرانية - المسؤول المباشر عن العلاقات مع الدول المطلة على الخليج الفارسي يمن فيها المملكة العربية السعودية، دولة الكويت، دولة قطر، الامارات العربية المتحدة، مملكة البحرين و سلطنة عمان - تناول فيه التطورات التي شهدتها العلاقات بين إيران وهذه الدول، والفرص التي تهيأت في ظل ذلك لبدء مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الجانبين لتحقيق التقدم والازدهار في شتى المجالات، مؤكدا أن توسيع العلاقات مع البلدان العربية المجاورة لا سيما دول مجلس التعاون الخليج الفارسي تعد من أولويات السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية برئاسة الدكتور روحاني. وتطرق عنايتي في هذه المقابلة إلى التحديات التي تواجهها المنطقة وسبل مواجهتها من قبل دولها ومسائل أخرى تهم المنطقة، وفيما يلي نص الحوار:


** رحبت الدول العربية المجاورة لإيران لاسيما دول مجلس التعاون بانتخاب الشيخ حسن روحاني لمنصب رئاسة الجمهورية. برأيكم ما هي الخطوات التي اتخذتها حكومة روحاني لرفع مستوى هذه العلاقات وتعزيز الثقة بين الجانبين؟

أود في البداية أن أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لإجراء هذا الحوار، واسمحوا لي أن أصارحكم بأني قد لا أوافقكم على استخدام بعض الكلمات أو العبارات التي وردت في السؤال، لكن على العموم أود التأكيد على أن تعزيز العلاقات مع الدول العربية لاسيما دول مجلس التعاون الخليج الفارسي كان ولا يزال على رأس أولويات السياسة الخارجية الإيرانية ولهذا اتخذت خطوات عملية لتحقيق هذا الهدف لخدمة المصالح المشتركة للطرفين ولعموم المنطقة, وحكومةالدكتور روحاني عازمة على مواصلة هذا النهج بصورة جدية وهو ما أكده روحاني بنفسه وأكده أيضا وزير الخارجية محمد جواد ظريف مرارا في عدة مناسبات باعتباره أحد أولويات السياسة الخارجية الإيرانية على المستوى الإقليمي وقد تعاطت هذه الدول بشكل إيجابي مع هذا التوجه وظهر ذلك جليا من خلال مشاركة مسؤولين كبار من هذه الدول في مراسم أداء الرئيس روحاني للقسم الدستوري بينهم عدد من رؤساء البرلمانات ووزراء الخارجية.

وفي نفس الإطار قام عدد من المسؤولين الإيرانيين بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف بإجراء مباحثات مع مسؤولين من هذه الدول كالتي حصلت على هامش الاجتماع الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي وقت لاحق قام عدد من المسؤولين الإيرانيين بزيارات إلى دول عربية أبرزها زيارة وزير الخارجية إلى كل من السلطنة والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وإجراء مباحثات بناءة ومفيدة مع كبار مسؤولي هذه الدول لتطوير العلاقات الثنائية وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونحن الآن بصدد مواصلة هذا النهج بشكل طبيعي وهادئ.


اتفاق جنيف النووي وموقف دول الجوار
** هل تعتقدون حقا أن حل الأزمة النووية بين إيران والغرب سيكون على حساب دول المنطقة؟ وهل سيشكل التقارب الإيراني الغربي تهديدا لهذه الدول؟ وما هي التدابير التي اتخذتها إيران لتفنيد هذه المزاعم وتطويق تداعياتها؟

- هذه المزاعم ليست صحيحة وتفتقر إلى الدقة وأنا اعتقد أن المروجين لها وقعوا في تناقض بادعائهم أن تسوية الخلاف النووي بين إيران والسداسية الدولية ستكون على حساب دول المنطقة لان هذه التسوية حصلت في الحقيقة وفق مبدأ «ربح – ربح» لجميع الأطراف وليس لطرف على حساب طرف آخر وبالتالي ستكون لها آثار إيجابية على عموم المنطقة ولابد من التحرك لدعم هذه المساعي وهو ما قامت به فعلا الكثير من دول الجوار من خلال ترحيبها باتفاق جنيف لاعتقادها بأنه يصب في صالح المنطقة، واعتقد أن أي محاولة لوضع العراقيل أمام تطبيق هذا الاتفاق لن تفضي إلى نتائج إيجابية وبنّاءة وهي في الواقع محاولات محدودة وليست ذات قيمة.

وبشأن سؤالك حول التدابير التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتفنيد تلك المزاعم وتطويق تداعياتها أود الإشارة إلى أن محادثات وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف خلال زيارته لدول مجلس التعاون الخليج الفارسي والتي شملت السلطنة والكويت والإمارات وقطر تناولت هذا الموضوع، وتجدر الإشارة إلى إن كبار المسؤولين في هذه الدول رحبوا بشكل رسمي باتفاق جنيف وأعربوا خلال تصريحاتهم عن هذا الترحيب بعبارات متنوعة لكنها تحمل المضمون نفسه.

** ما العوامل الداخلية والخارجية التي ترون أنها قد تقف حائلا دون تطوير العلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون؟

- قبل الإجابة عن هذا السؤال اسمح لي أن أقول بأن أهم العوامل التي تساعد على تعزيز وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة تكمن بالتفاهم والانسجام والتنسيق بين دول هذه المنطقة بشأن مختلف القضايا. وأود الإشارة إلى أن خطوات عملية ومؤثرة قد اتخذت من قبل إيران ودول مجلس التعاون الخليج الفارسي إضافة إلى العراق واليمن وعلى أعلى المستويات لتحقيق هذا الهدف. وكما ذكرت في السابق عقدت عدة لقاءات بين المسؤولين الإيرانيين ومسؤولي الدول العربية المجاورة لهذا الغرض وهناك لقاءات قادمة ستعقد لرفع مستوى التعاون لتحقيق هذه الأهداف وبحث جميع القضايا التي تهم المنطقة. واعتقد أن أي محاولة لعرقلة هذه الجهود ستبوء بالفشل. ونعتقد أيضا أن التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة يهدد أمنها ويعرضه للخطر إضافة إلى وجود عناصر دخيلة تسعى لإثارة التفرقة الطائفية في الشرق الأوسط .

** برأيكم ما هي أهم العوامل التي يمكن من خلالها رفع مستوى التعاون والتفاهم بين إيران والدول العربية المجاورة ؟

- منطقتنا تحظى بأهمية بالغة على جميع الأصعدة وتتمتع بعمق تاريخي وموقع جغرافي استراتيجي متميز وأصالة ثقافية وحضارية ودينية لا نظير لها وتضم في أكنافها البقعة المقدسة التي بزغ فيها نور الإسلام إضافة إلى ما تتمتع به من ثروات اقتصادية هائلة وفي مقدمتها مصادر الطاقة وبالأخص النفط وبالتالي فهي مهيأة بشكل مثالي للتوصل إلى تكامل مثمر وبنّاء بين مختلف دولها. علاوة على ذلك لابد من الإشارة إلى أن التنوع الاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تتمتع به المنطقة يجعلها في طليعة مناطق العالم من الناحيتين الجيوسياسية والجيوستراتيجية ويكسبها أهمية قصوى للعب دور فعال ومحوري على الساحة الدولية.

ولهذا تشهد هذه المنطقة أزمات ومشاكل باستمرار بسبب تكالب الدول الأجنبية على خيراتها وهذا أمر يحتم على جميع دولها التحرك للاستفادة من طاقاتها في مختلف المجالات من خلال التعاون الوثيق فيما بينها والمضي قدما مع بعضها البعض لاستثمار الموارد البشرية والطبيعية الكامنة فيها وتوظيف عمقها التاريخي وموقعها الجغرافي المتميز لخدمة شعوب هذه المنطقة.

** في ظل المعطيات الحالية، ما هو تقييمكم لطبيعة العلاقات بين السلطنة و إيران؟
- أود الإشارة أولا إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها حضرة جلالة السلطان للجمهورية الإسلامية الإيرانية باعتبارها أول زيارة لشخصية رفيعة المستوى تزور طهران بعد تسلم الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور روحاني لمهامها، والتي التقى خلالها بمرشد الثورة آية الله خامنئي و روحاني. فهذه الزيارة شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين.

ومن الناحية المبدئية لا بد من الإشارة إلى الرؤية الحكيمة والاستراتيجية التي يتحلى بها قادة البلدين والرامية إلى إقامة علاقات ثنائية وإقليمية ثابتة ورصينة في مختلف المجالات. ولابد من الإشادة بالرؤية المنطقية والعقلائية التي تتمتع بها السلطنة والتي أكسبتها مكانة خاصة لأداء دور مثمر وبناء في المنطقة، وخير مثال على ذلك دورها الإيجابي في تحسين العلاقات بين إيران والسعودية عام 1991.

إضافة إلى ذلك هناك علاقات متميزة ونموذجية وفريدة من نوعها بين السلطنة و إيران في مختلف الجوانب بسبب الأواصر التاريخية والثقافية العميقة التي تربط شعبيهما والموقع الجيوسياسي الذي يتمتع به البلدان على صعيد المنطقة والعالم. واكتسب البلدان أيضا مكانة مرموقة للعب دور مهم وأساسي لضمان أمن واستقرار المنطقة بسبب موقعهما الجغرافي على جانبي مضيق هرمز وتعاونهما الملاحي في بحر عمان.

ونظرا للتطور المستمر في العلاقات بين إيران والسلطنة شُكلت لجان عمل مشتركة بين الجانبين في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية، وعقدت حتى الآن 14 جولة للجنة الاقتصادية المشتركة، وهذا يبين بوضوح ودون أدنى شك الرغبة السياسية لدى مسؤولي البلدين لرفع مستوى التعاون وتحقيق التقدم والازدهار في شتى المجالات.

التعاون مع دول المجلس
** وماذا عن العلاقات الفعلية بين إيران ودول مجلس التعاون في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية؟

- لدينا مع جميع هذه الدول لجان عمل مشتركة في مختلف المجالات التجارية والسياسية والثقافية بينها اللجنة الاقتصادية المشتركة التي تعقد اجتماعات دورية لمناقشة سبل تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين وهذه اللجان لا زالت تعمل لحد الآن. وأود الإشارة هنا إلى أن إيران لديها استثمارات اقتصادية وتجارية في دول مجلس التعاون وهناك تعاون وثيق في نقل الخبرات الفنية والخدمات التقنية والهندسية والتبادل التجاري في هذا المجال بين الجانبين. وقد وقعنا في السنوات الأخيرة اتفاقيات للاستثمار المشترك وخفض التعرفة الجمركية مع عدد من هذه الدول، واقترحنا إنشاء اتحاد تجاري حر مع دول مجلس التعاون وتمت مفاتحة هذه الدول بشكل رسمي بهذا الخصوص.

امكانيات هائلة للمنطقة
** برأيكم ما هي الامكانيات التي لم تستثمر لغاية الآن من قبل إيران والدول العربية المجاورة لاسيما دول المجلس؟

- أشرت فيما سبق إلى وجود امكانيات كبيرة جدا لدى إيران وهذه الدول لم يتم استثمارها لغاية الآن ولا يمكننا القول بأننا وصلنا إلى الحد المطلوب في توظيف هذه الامكانيات لخدمة الجانبين ولابد من الاعتراف بأننا بحاجة إلى مواصلة التباحث والتشاور فيما بيننا للاستفادة من هذه الامكانيات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية والأكاديمية والتاريخية. وهي متوفرة لدى الجانبين ولكن لم يتم استثمارها بشكل جيد ليس بسبب عدم معرفتنا بهذه الامكانيات ولكن بسبب عدم تفعيلها بالشكل المطلوب في الوقت الحاضر.

استراتيجية التعاون
** ما هي استراتيجية حكومة الدكتور روحاني تجاه دول المجلس؟ وبشكل عام كيف تقيمون علاقاتنا المستقبلية مع هذه الدول؟

- نحن نعتقد أن هذه العلاقات يجب أن تتطور على أساس التفاهم والتنسيق الكامل فيما بيننا، ونعتقد أيضا انه كلما نجحنا في التصدي للعوامل الغريبة الساعية لبث الفرقة بين دولنا فسيكون ذلك في مصلحة الجميع والعكس صحيح أيضا.

وحكومة روحاني عازمة على مواصلة التفاهم والتعاون الوثيق مع دول مجلس التعاون وتعتقد بأهمية هذا التعاون ليس بسبب الجوار والقرب الجغرافي وحده بل لوجود مشتركات كثيرة تربطنا مع بعضنا البعض من جميع النواحي الدينية والتاريخية والثقافية والحضارية والسياسية. واعتقد أن هذا التفاهم ضروري جدا لإقامة افضل العلاقات فيما بيننا في شتى المجالات خدمة لشعوبنا وباقي شعوب المنطقة.
 



يرجى إعطاء رأيك