اعلنت ايران من الايام الاولى لبداية هذه الحركة ان كل تحليل للراي حول التطورات الاقليمية لم ياخذ بالاعتبار الجوانب الثلاثة لهذه التحولات على انها,اسلامية ,شعبية ومناهضة للصهيونية والاميركية في تفسير ما يحدث والتنبوء بما ستؤول اليه الامور, سوف يفشل حتما. مشاهده شده توسط Customers on Jan 6 مكاسب ايران الاستراتيجية في المنطقة اعلنت ايران من الايام الاولى لبداية هذه الحركة ان كل تحليل للراي حول التطورات الاقليمية لم ياخذ بالاعتبار الجوانب الثلاثة لهذه التحولات على انها,اسلامية ,شعبية ومناهضة للصهيونية والاميركية في تفسير ما يحدث والتنبوء بما ستؤول اليه الامور, سوف يفشل حتما. رتبه:5.0

مكاسب ايران الاستراتيجية في المنطقة

متحف الخليج الفارسي

الجغرافيا السياسية

اسناد خلیج فارس

نقشه های خلیج فارس

المفضلة للأسبوع

وثائق الخليج الفارسي

احصائيات


زيارات اليوم

۴۸

أمس

۱۵۰

الشهر الماضي

۵۱۰

مجموع المشاهدات

۲۲۱۸۳۵

على الانترنت

۲۲۲

مكاسب ايران الاستراتيجية في المنطقة

تاریخ:3/4/2013


مكاسب ايران الاستراتيجية في المنطقة

اعلنت ايران من الايام الاولى لبداية هذه الحركة ان كل تحليل للراي حول التطورات الاقليمية لم ياخذ بالاعتبار الجوانب الثلاثة لهذه التحولات على انها,اسلامية ,شعبية ومناهضة للصهيونية والاميركية في تفسير ما يحدث والتنبوء بما ستؤول اليه الامور, سوف يفشل حتما.

سعى الاميركيون منذ اللحظة الاولى بكل الاشكال الى افراغ مضمون تلك الجوانب غافلين عن ان هذه العناصر الثلاث هي جزء ذاتي ومحرك لهذه التطورات وليست عناصر ايرانية الصنع وما دامت تلك التحولات قائمة سوف تبقى هذه العناصر ملازمة لها.

حول الجوانب الدينية للتطورات,حاولت اميركا الحث على ان هذه الثورات لها ابعاد اجتماعية-اقتصادية اكثر ما هي دينية .
وبالتالي فان القوى العلمانية سوف تبقى دائما سيدة الميدان في المنطقة.ولكن من الواضح الان في المنطقة كلها من مصر حتى البحرين ان المجموعات الدينية كان لها الدور الاساس في تنظيم وادارة هذه التحركات ,من الان وصاعدا سوف تحتل هذه المجموعات مكانا خاصا ضمن اي بناء سياسي يتبلور في المنطقة.

ربما لهذا السبب بينما كانت اميركا تسعى في الظاهر لنفي الجوانب الاسلامية لهذه التحولات كانت ايضا بالمقابل تفتش عن لاعبين اسلاميين تتمكن من الاعتماد عليهم ومحاورتهم ومن جملة ذلك بدات التفكير في محاورة مجموعة داخل الاخوان المسلمين.
حول طبيعة التحولات الشعبية كانت استراتيجية اميركا وما زالت الانتقال السلمي والسريع للسلطة واطفاء حركة الشارع (اي بعدم حضور المجموعات الاسلامية المقربة من ايران) وادارة هذه التحولات نحو المنحى السياسي الذي يؤمن لها قدرة التحرك والتاثير.

ان الاحداث الواقعة في اليمن قد اقفل الطريق امام هذا السعي الاميركي لان شعوب المنطقة تراقب ما يحصل في ليبيا من اتصالات سرية اميركية مع القذافي دون الوصول الى نتيجة في حين استمرار ذبح الشعب المظلوم هناك.

لكن الشعب اليمني لم يرضخ للعبة السياسة وما زال مستمرا في مقاومته الميدانية الشجاعة التي ادت الى اجبار الديكتاتور بقبول ترك السلطة وسوف تؤدي اخيرا الى انهاء نظام علي عبدالله صالح.لذلك من الواضح ان دخول الولايات المتحدة في حوار مع الحكام المستبدين هدفه حرف هذه التحولات عن مسيرتها وايجاد ارضية جديدة لدوام السيطرة الاميركية على المنطقة .

وفي النهاية فان عنصر مناهضة الصهيونية والاميركية في طريقه الى العلن وما سوف نسمعه في هذا المجال سيكون اكثر مما قد سمعناه سابقا .في مصر تتم محاكمة حسني مبارك بسبب اعطائه النفط لاسرائيل بابخس الاثمان من اجل تعبئة جيوبه واثباته لاميركا انه يقف الى جانب المغتصبين الصهاينة, وسوف يصل الدور بسرعة الى باقي المستبدين.

تسعى اميركا بكل جهد لامتصاص طاقة هذه التحولات عن طريق ايجاد المشاكل امام ايران او حرف التحولات نحو العلمانية او بث بذور الفتن بين العرب وايران,ولكن ما يدور على ارض الواقع هو ان المجموعات المعادية لاميركا سوف يكون لها الدور الكبير في بناء الانظمة الجديدة في المنطقة لذلك فان ما كانت تسعى اليه اميركا من اخفات الصوت الايراني سوف تسمع هذا الصوت ياتيها من كل مكان في المنطقة.

اما في ما يخص ايران, مفهوم بسيط اصبح يعتقده جميع المراقبين حتى المسؤولين في اميركا واسرائيل وهو ان ايران الرابح الاساس نتيجة التحولات الحاصلة في المنطقة.اذا اردنا وضع فهرسا صغيرا لتبيان"مكاسب ايران الاستراتيجية"في المنطقة لا بد لنا الاشارة الى الامور التالية:

1-ان عملية تغيير النظم في المنطقة وبغض النظر عن ماهية الانظمة البديلة يعد مكسبا اساسيا لايران.ان الثورة الاسلامية وعلى مدى 30 عاما من نفوذها السلمي وتاثيرها الايجابي في المنطقة افرزت تلك الطاقة التي ادت الى زعزعة نظم المنطقة المترهلة ,هذه الانظمة التي ساعدت اميركا في استقرارها وحمايتها خلال السنوات الطويلة بناءا على حماية اسرائيل ,تامين مصادر الطاقة و مواجهة انتشار النموذج الايراني.من دون شك فان هذه الانظمة تشهد تغيرا من حيث القوانين الحاكمة ومن حيث اللاعبين المؤثرين فيها وان هذا التغيير مهما كانت نتائجه, بالتاكيد يعد مكسبا هاما لايران.

2- ان الدول المعادية لايران قد سقطت او هي في طور السقوط وان الانظمة التي ستخلفها سوف يكون من ثوابتها بالتاكيد الابتعاد عما كانت تعتمده النظم السابقة ,ذلك يعني ان العلاقة مع اميركا ومحاورة اسرائيل في المستقبل لن يكون بالسهولة عينها كما في السابق.ان سقوط حسني مبارك قد اخل بالموازين الاسرائيلية وان المملكة العربية السعودية التي تعادل مصر الاهمية في منطقة الشرق الاوسط اصبحت تعلم ان المنطقة في حالة تحول استراتيجي وليس امامها سوى التسليم بهذا الامر وان اميركا لن تفيدها في الحفاظ نظامها المترهل.لذلك ما يحصل الان هو انهيار لمراكز النفوذ الاميركي وايجاد فراغ في المنطقة وهو ما ستملأه ايران.

3-ان مكسب ايران التالي هو تحقق التاثير الاجتماعي والشعبي لاول مرة في المنطقة منذ عقود مضت ويعني ذلك انتقال الامر نسبيا الى جانب ايران.قد ذكرنا من قبل ان اميركا ليس فقط من حيث الايديولوجيا غير قريبة من شعوب المنطقة بل هي فاقدة لقنواة التاثير على هذه الشعوب ايضا.سبب ذلك يعود الى ان اميركا كانت تتعامل مع الحكومات وتأخذ منها ما تشاء فلم ترى ضرورتا للارتباط بالشعب على عكس ايران التي كانت تقوي علاقتها مع شعب المنطقة وتناصر المجموعات المظلومة فيها.والان خلافا للتصور الاميركي والحكام المستبدين في المنطقة فان صحوة الشعوب بدات بالظهور وشاهد القاصي والداني ان الدولة التي تحظى بالاحترام والتقدير بين شعوب المنطقة ليست سوى ايران التي كانت تسعى دائما لانشاء افضل العلاقات مع الشعب ومناصرة حقوقه المستباحة.

4-مكسب ايران الاخر هو
اولا :بسبب عدم قدرة اميركا على ادارة الازمات التي احدثتها في المنطقة ومواجهة مصالحها لخطر الانهيار .
وثانيا:بدليل حاجة اميركا المستقبلية للتعامل مع ايران وحلفائها الذي سوف يكون لهم التاثير الاساس في المنطقة خلال المستقبل.
وثالثا:بسبب الزلزال السياسي الذي اصاب الدول المعادية لايران في المنطقة مما جعل لها متنفسا قويا يصعب على الولايات المتحدة اغلاقه.
ان اميركا الان قد تمت هزيمتها في جبهات متعددة وما زالت تنتظرها هزائم جديدة لذلك لن تكون بوارد الدخول بمواجهة اخرى مع ايران.
ان اميركا واسرائيل خلال المرحلة الماضية لم يكن مهم لديهم سوى توحيد القوى في المنطقة من اجل مواجهة ايران والعمل على انزوائها لكن الاحداث التي وقعت خلال الثلاثة والاربعة شهور الاخيرة قللت من الاهتمام بالموضوع الايراني فلم تعد اميركا تجروأ على اي مواجهة حقيقية مع ايران ولم تعد الدول الديكتاتورية التي لم تسقط بعد تمتلك القوة لتصرفها في مواجهة البرنامج النووي الايراني .
ان حزمات الحظر والضغوط الرمزية التي تم اقرارها ضد ايران بحجت انتهاكها حقوق الانسان و تدخلها بشؤون دول منطقة الخليج الداخلية هي جهود استعراضية ليست ذات مغزى ذلك بهدف تعمية الابصار عن الاعتراضات الداخلية على هذه الدول وحكامها والصاق تهمة ايجاد عدم الاستقرار بهذا وذاك وثانيا من اجل الهاء ايران وتقليل اعتمادها بنفسها في ظل هذه التحولات الجارية في المنطقة ولكن كل ذلك لن يؤثر في ما الت اليه الامور وبما استطاعت ايران تحقيقه.
هذه البنود الاربعة هي بداية فهرس طويل سوف نتطرق اليه لاحقا.

المؤلف: مهدي محمدي

 



يرجى إعطاء رأيك